خطبة الجمعة القادمة 12 أبريل 2024م بعنوان : الاستقامة والمداومة على الطاعة ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 12 أبريل 2024م بعنوان : الاستقامة والمداومة على الطاعة ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 3 شوال 1445هـ ، الموافق 12 أبريل 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 أبريل 2024م بصيغة word بعنوان : الاستقامة والمداومة على الطاعة ، للشيخ خالد القط
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 أبريل 2024م بصيغة pdf بعنوان : الاستقامة والمداومة على الطاعة ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 12 أبريل 2024م ، بعنوان :الاستقامة والمداومة على الطاعة ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
الاستقامة والمداومة على الطاعة
“”””””””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز: ((إِنَّ ٱلَّذِینَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ تَتَنَزَّلُ عَلَیۡهِمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ أَلَّا تَخَافُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَبۡشِرُوا۟ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِی كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ٣٠ نَحۡنُ أَوۡلِیَاۤؤُكُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِیهَا مَا تَشۡتَهِیۤ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِیهَا مَا تَدَّعُونَ ٣١ نُزُلࣰا مِّنۡ غَفُورࣲ رَّحِیمࣲ ٣٢﴾ فصلت ٣٠-٣٢.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، فما زلنا حديث عهد برمضان المبارك، وما زالت آثار الصيام والقيام عالقة بقلوبنا وعقولنا، وما زالت كذلك بركات وروحانيات رمضان تعانق قلوبنا، فما أجمل أن نداوم على ما كنا عليه، وأن نستقيم على المنهج والطريق الذي كنا عليه، فمن تذوق منا لذة وحلاوة الطاعة والعبادة في رمضان يشق عليه كثيراً أن يفارق كل هذا الجو الروحي، بل كيف لقلب تذوق طعم وحلاوة القرب من الله أن يترك كل هذا فجأة؟ صحيح مضى رمضان ولكن من رحمته تعالى أن العبادات والطاعات لم ولن تنتهي بانتهاء رمضان المبارك، بل أمرنا الله سبحانه وتعالى، أن نداوم على ما كنا عليه، وأن لا تفتر عزيمتنا ويقل جهدنا وصبرنا قال تعالى ((فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ، وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب)) سورة الشرح.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 12 أبريل 2024م بعنوان : الاستقامة والمداومة على الطاعة
أيها المسلمون، يَأْمُرُ تَعَالَى رَسُولَهُ وَعِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالثَّبَاتِ وَالدَّوَامِ عَلَى الِاسْتِقَامَةِ، وَذَلِكَ مِنْ أَكْبَرِ الْعَوْنِ عَلَى أن يكون الإنسان من الفالحين والناجحين في الدنيا والآخرة، وَالِاسْتِقَامَةُ معناها كما قال القرطبي رحمه الله، هي الِاسْتِمْرَارُ فِي جِهَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ غَيْرِ أَخْذٍ فِي جِهَةِ الْيَمِينِ وَالشِّمَالِ، هذا وقد أمرنا الله بالاستقامة والمداومة على الطاعة في آيات كثيرة من القرآن الكريم، كما أثنى الله سبحانه وتعالى على أهل الاستقامة وبين أنهم في الآخرة هم الفائزون وهم أهل الجنة قال تعالى: ((فَٱسۡتَقِمۡ كَمَاۤ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡا۟ۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرࣱ)) سورة هود 112.
وقال ((إِنَّ ٱلَّذِینَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ تَتَنَزَّلُ عَلَیۡهِمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ أَلَّا تَخَافُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَبۡشِرُوا۟ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِی كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ٣٠ نَحۡنُ أَوۡلِیَاۤؤُكُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِیهَا مَا تَشۡتَهِیۤ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِیهَا مَا تَدَّعُونَ ٣١ نُزُلࣰا مِّنۡ غَفُورࣲ رَّحِیمࣲ ٣٢﴾ فصلت 30-32.
وقال: ((إِنَّ ٱلَّذِینَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ فَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ ١٣ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَنَّةِ خَـٰلِدِینَ فِیهَا جَزَاۤءَۢ بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ [الأحقاف 13 و14.
بل بين المولى سبحانه وتعالى أن طريق الاستقامة هو أيسر طريق لسعة الرزق وحصول البركات فى الدنيا قال تعالى ((وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ عَلَى ٱلطَّرِیقَةِ لَأَسۡقَیۡنَـٰهُم مَّاۤءً غَدَقࣰا﴾ الجن 16.
أيها المسلمون، كذلك جاءت السنة النبوية الشريفة بالدعوة إلى الاستقامة فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن سفيان بن عبد الله الثقفي ((قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، قُلْ لي في الإسْلامِ قَوْلًا لا أسْأَلُ عنْه أحَدًا بَعْدَكَ، وفي حَديثِ أبِي أُسامَةَ غَيْرَكَ، قالَ: قُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ، ثم اسْتَقِمْ)).
وعند السيوطي في الجامع الصغير بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((استقمْ وليحسنْ خلقُكَ للناسِ)).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 12 أبريل 2024م بعنوان : الاستقامة والمداومة على الطاعة
وعن معاذ بن جبل بسند حسن ((يا رسولَ اللهِ أوصِني، قالَ: اعبدِ اللَّهَ لا تشرِك بِه شيئًا، قالَ: يا رسولَ اللَّهِ زدني، قالَ: استقِم وليحسُن خُلُقُك)).
وأخرج ابن حبان وغيره بسند حسن عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال صلى الله عليه وسلم ((اعْبُدِ اللهَ لا تُشْرِكْ بهِ شيئًا. قال: يا نَبِيَّ اللهِ! زِدني، قال: إذا أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ. قال: يا نَبِيَّ اللهِ! زِدني، قال: اسْتَقِمْ، ولْيَحْسُنْ خُلُقُكَ)).
وعند المنذري بسند حسن عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم ((لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتّى يستقيمَ قلبُه ولا يستقيمُ قلبُه حتّى يستقيمَ لسانُه ولا يدخلُ الجنَّةَ حتّى يأمنَ جارُه بوائقَه)).
أيها المسلمون، وانى لأتمثل في هذا المقام، بما قاله الصديق أبو بكر رضي الله عنه، يوم وفاته صلى الله عليه وسلم، قال للناس كما عند البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ((فمَن كانَ مِنكُم يَعْبُدُ مُحَمَّدًا ﷺ، فإنَّ مُحَمَّدًا ﷺ قدْ ماتَ، ومَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، فإنَّ اللَّهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ))، وعلى درب الصديّق أقول، من كان يعبد رمضان، فرمضان قد انتهى ومضى، ومن كان يعبد الله، فالله حي لا يموت أبدا، فداوموا على ما كنتم عليه يا أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو كان عملاً قليلاً تداوم عليه لهو خير من كثير تفعله في وقت وتتركه أوقاتاً، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم كما هو مخرج في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت ((سُئِلَ النبيُّ ﷺ: أيُّ الأعْمالِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: أدْوَمُها وإنْ قَلَّ وقالَ: اكْلَفُوا مِنَ الأعْمالِ ما تُطِيقُونَ)).
فلا تغتروا أيها المسلمون بكثرة ما كنتم تعملون في رمضان من عبادات وطاعات فالأهم من العمل هو قبول العمل، فعليك أن تكون مشغولاً بعملك، أيقبل منك أم لا؟، ولا تأمن ذنوبك فإنك لا تدري أكُفِّرت عنك أم لا؟ والمعجب بعمله مخذول، وكم من عابد قد أفسده العجب، بل هو من المهلكات كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أخرج البزار بإسناد حسن من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ((ثلاثٌ مُنجِياتٌ: خَشيةُ اللهِ تعالى في السِّرِّ والعلانِيَةِ، والعدلُ في الرِّضا والغضَبِ، والقصْدُ في الفقْرِ والغِنى، وثلاثٌ مُهلِكاتٌ: هوًى مُتَّبَعٌ، وشُحٌّ مُطاعٌ، وإِعجابُ المرْءِ بنفْسِهِ)) ومن لم يتفقد آفات الأعمال كان عمله إلى البوار، والأعمال الظاهرة إذا لم تكن خالصة عن الشوائب لم تكن عند الله نافعة، مثل العجب واغترار النفس، والأمن من مكر الله، وتقصيرٌ في العمل، ونسيان الذنوب وإهمالها، كما يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (الهلاك في اثنتين: القنوط والعجب)، وفى هذا المعنى أيضاً يقول سعيد بن جبير رضي الله عنه: “دخل رجل الجنة بمعصية، ودخل رجل النار بطاعة” قيل: وكيف ذلك يا سعيد؟! قال: “عمل رجل معصية فما زال خائفًا من فعلها، فأدخله الله الجنة بخوفه من الله، وعمل رجلٌ طاعة، فما زال معجبًا بها حتى أحبط الله عمله فدخل النار”.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 12 أبريل 2024م بعنوان : الاستقامة والمداومة على الطاعة
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، فاستقيموا على ما كنتم عليه من أعمال وطاعات في رمضان، ولا تفتحوا باب المعاصي على أنفسكم فتضيعوا أعمالكم، وما أروع قوله تعالى وهو يصور لنا هذا للتصوير البديع البليغ ((وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّتِی نَقَضَتۡ غَزۡلَهَا مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٍ أَنكَـٰثࣰا تَتَّخِذُونَ أَیۡمَـٰنَكُمۡ دَخَلَۢا بَیۡنَكُمۡ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِیَ أَرۡبَىٰ مِنۡ أُمَّةٍۚ إِنَّمَا یَبۡلُوكُمُ ٱللَّهُ بِهِۦۚ وَلَیُبَیِّنَنَّ لَكُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ مَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ﴾ النحل ٩٢.
ذكر القرطبي في تفسيره، وَيُرْوَى أَنَّ امْرَأَةً حَمْقَاءَ كَانَتْ بِمَكَّةَ تُسَمَّى رَيْطَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ كَانَتْ تَفْعَلُ ذَلِكَ، فَبِهَا وَقَعَ التَّشْبِيهُ، قَالَ الْفَرَّاءُ، وَحَكَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ وَالسُّدِّيُّ وَلَمْ يُسَمِّيَا الْمَرْأَةَ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ: وَذَلِكَ ضَرْبُ مَثَلٍ، لَا عَلَى امْرَأَةٍ مُعَيَّنَةٍ. وعليه أيها المسلمون فإياكم أن تكونوا كهذه المرأة التى تعبت وكدّت ثم بعد ذلك مزقت وضيعت جهدها وعملها.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل أعمالنا، وأن يختم لنا بالسعادة أجمعين
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف